الخميس، 21 أكتوبر 2010

بوبي فيشر

روبرت جيمس "بوبى" فيشر (9 مارس 1943 - 17 يناير 2008) لاعب شطرنج أمريكي يحمل الجنسية الآيسلندية، كان يعتبر لاجئ سياسي، بتهمة الخيانة في بلده.

مشواره
روبرت جيمس فيشر الشهير ب(بوبى)فيشر هو بطل العالم الحادى عشر في الشطرنج.
يصفه نيجل شورت بطل الشطرنج الإنجليزي ب "زيوس" الشطرنج, وكان دائما يصرح بأنه الأفضل عالمياً حتى عندما كان بعيداً عن اللقب. ويعود الفضل إلى فيشر في انهاء السيطرة الروسية على لعبة الشطرنج, عندما صعق العالم بصعوده المذهل إلى المباراة النهائية لتحدي بطل العالم بوريس سباسكي عام 1972 بعد اقصاءه عمالقة الشطرنج بنتائج مبهرة. سٍيطر الروس على لعبة الشطرنج منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وأستخدمت الشطرنج كأداة سياسية لاظهار ان النظام الشيوعي هو الأنسب وبالتالي هو الاقدر على إنتاج رجال مفكرين وبالتالي السيطرة على عالم الشطرنج. وشهد عالم الشطرنج في عام 1972 ما لم يشهده من قبل أو بعد حيث ان طرفي النهائي الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية في ذروة الحرب الباردة خلق صخباً أعلامياً هائلاً. وعندما سئل فيشر عن فرصه في نيل اللقب قال: " حالما نجلس على الطاولة أنا وسباسكي ستمر الأمور سريعاً" وكان تصريحه الأول عندما وصل ايسلندا " أنا الأفضل عالمياً, وجئت هنا لاثبت ذلك".و بالفعل حطم فيشر أسطورة سباسكي ومن خلفه مدرسة الشطرنج الروسية في مباراة درامية لعب فيها العامل النفسي دوراً كبيراً.

ولد عام 1943م في ولاية إيلينوي، في الولايات المتحدة الأمريكية.
تعلم الشطرنج في سن السادسة على يد أخته.
في سن السابعة التحق بنادى بروكلين للشطرنج وأثبت تفوقاً واضحاً.
في عام 1957م، فاز ببطولة الولايات المتحدة الأمريكية للناشئين.
سطع نجمه في تلك السن الصغيرة ويفوز بعدة ادوار رائعة على لاعبين أقوياء منها دوره الشهير مع دونالد بايرن والذي عرف بدور القرن.
في عام1958 فاز فيشر ببطولة الولايات المتحدة الأمريكية وصار أصغر لاعب يفوز بها. وهو إنجاز لم يحققه الا الطفل الأعجوبة هيكاريو ناكامورا عام 2003م.
حصل فيشر على لقب أستاذ دولي كبير ويصبح أصغر لاعب في التاريخ يحصل على هذا اللقب حتى كسر هذا اللقب على يد الطفلة المجرية المعجزة جوديت بولغار عام 1991م.
في عام1959م، أشترك في تصفيات بطولة العالم ورغم صغر سنه إلا أنه حقق نتائج مشرفة في هذه الدورة والتي فاز بها اللاعب الروسى الكبير ميخائيل تال.
في عام 1962م، أشترك في تصفيات بطولة العالم ويكون من المرشحين للفوز إلا أنه حصل على المركز الرابع مما شكل صدمة لديه. وخرج بعدها بتصريحات تؤكد ان اللاعبين الروس يجاملون بعضهم البعض ويتعادلون فيما بينهم بينما يقاتلون مع اللاعبين اللآخرين. وأثارت تلك التصريحات ضجة في العالم مما حدا بالاتحاد الدولي أن يغير نظام التصفيات ويجعلها بنظام خروج المغلوب.
في عام 1965م، قرر فيشر عدم المشاركة في تصفيات بطولة العالم بسبب سخطه على الأوضاع في وقتهـا.
في عام 1969م، قرر فيشر الأشتراك في تصفيات بطولة العالم ولكنه لم يكن قد أشترك في بطولة الولايات المتحدة الأمريكية المؤهلة لتلك التصفيات مما جعل المسؤولين الأمريكيين يبذلون قصارى جهدهم لإشراك فيشر بدلا من أحد اللاعبين (بال بينكو) وهو ماتم بالفعل.
وبالرغم من أشتراكه في اللحظات الأخيرة إلا أن أداؤه كان أسطورياً وفريداً من نوعه.
فاز فيشر على اللاعب الرهيب بنت لارسن بنتيجة كاسحة (6-0).
فاز على اللاعب تيمانوف بنفس النتيجة (6-0). وبالمناسبة فقد قام الاتحاد السوفيتي بمنع تيمانوف من السفر بعد هزيته القاسية وتم تنقيص رتبته من خبير عالي إلى خبير دولي.
في آخر دور فاز على بطل العالم السابق تيجران بتروسيان فصار المتحدي الرسمي لبطل العالم بوريس سباسكي



مباراة القرن

في عام1972 ألتقى فيشر مع بوريس سباسكى في آيسلندا، تمت هذة المباراة في أوج الحرب الباردة بين أمريكا والإتحاد السوفيتي مما جعل العالم يترقبها بشغف عظيم.

أعترض فيشر على كل شيء وعلى الجائزة وحتى قاعة اللعب والإضاءة ووجود الصحفيين، ويخسر الدور الأول في 56 نقلة.
في الدور رقم2 غادر فيشر صالة اللعب إلى غرفته بسبب وجود كاميرا بجواره كان لها صوت أثناء تسجيل المباراة، مما يؤدي إلى خسارته الدور الثاني قانوناً لتصير النتيجة 2-0، ورغم هذه الأجواء فاز فيشر على سباسكى بنتيجة 12.5/8.5 ويصبح أول أمريكي يفوز ببطولة العالم في الشطرنج.



أعتزاله ورفضه اللعب ضد أناتولي كاربوف

في عام 1975 تأهل اللاعب الروسي كاربوف لملاقاة فيشر وكان مقررا أن تقام هذه المباراة في الفلبين. رفض فيشر الدفاع عن لقبه لعدم موافقة اتحاد الشطرنج الدولي على بعض شروط فيشر, ومن بينها عدم احتساب اي نقاط للتعادلات. المدهش ان هذا الامر اخذ بعين الاعتبار في مباريات كاربوف وكاسباروف لاحقا. كان كبار لاعبي الشطرنج في روسيا يتهامسون قبل المباراه بفرص كاربوف الضئيله جدا امام فيشر, حتى ان كاربوف لاحقا قال ان فرصه كانت تتراوح ما بين عشرين إلى ثلاثين بالمئه. عرف فيشر بانتقاداته اللاذعة لاحقا لكل من كاروف وكاسباروف مسميا الاثنان بالحثالة المجرمه, لانهما كما ادعى فيشر قاما بترتيب كل حركه لكل مباراه لعباها لتحديد بطل العالم.



حياته بعد الاعتزال

بعد عام1975 أصبح فيشر في عزلة تامة.
في عام 1992 فاجئ فيشر العالم بعودتة للعب في مباراة مع منافسه القديم بوريس سباسكي وتمت هذه المباراة في يوغوسلافيا التي كانت تحت العقوبات الدولية مما سبب مشاكل رهيبة لفيشر الذي حصل على مبلغ 3 ملايين دولار ونصف جراء فوزه.في هذا اللقاء أكد فيشر على تفوقه وفاز على بوريس سباسكي وتوقف بعدها عن لعب الشطرنج.
ظل يؤكد فيشر في تلك الفترة على أنه ما زال بطل العالم في الشطرنج رغم إن اللقب كان يتصارع عليه الثنائي (كاربوف وكاسباروف).
ظل فيشر يتنقل بين بلدان العالم تارة في المجر وتارة في الفلبين ملاحقا من السلطات الأمريكية التي أتهمته باللعب في بلد معاقب دوليا.



اراؤه وصدامه مع الحكومة الأمريكية

بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 فاجئ فيشر العالم بتأييده لتلك الأحداث قائلا إن الظلم الذي مارسته الولايات المتحدة الأمريكية في العالم بدأ يرتد عليها، ويعلن في لقاء إذاعي أنه يتمنى أن تمحى الولايات المتحدة من الخارطة.

علاقة فيشر مع وطنه الام "الولايات المتحدة" ظلت دائما مثارا للتساؤلات والتعجب. باختصار يفسر هجوم فيشر اللاذع على حكومة بلادة باهمالها له بعد أن اقنص بطولة العالم من انياب الاتحاد السوفيتي. فيشر "بطل الحرب الباردة" يشعر انه استخدم لأغراض سياسية والقي به واهمل بعد انجازه اللافت من قبل حكومته.



معاداته لليهود

كانت له آراء دوما ضد اليهود ووصفهم بأنهم السبب الرئيسي في مأساته. أتهمه اليهود بمعاداة السامية وهذا إتهام قديم يرجع إلى أعوام بعيدة عندما سأله أحد الصحفيين :(هل أنت معاد للسامية؟)، فاجاب فيشر: (لا. فأنا لاأكره العرب). مما سبب حنق اليهود عليه.



أعتقاله في اليابان

في عام 2004 اعتقل فيشر في اليابان، بسبب استعماله جواز سفره الملغي أصلا من قبل سلطات بلاده، ولمدة ستة أشهر مما شكل صدمة لمحبى الشطرنج في العالم. وظهرت منظمات خاصة تطالب بأطلاق سراحه. وبعث المنافس القديم لفيشر بوريس سباسكي برسالة إلى الرئيس الأمريكي بوش قائلا فيها: (لقد فعلت نفس فعل بوبى فيشر ولعبت في يوغوسلافيا. ولكن قانون بلدي لم يمنع ذلك. فأرجوك اما أن تطلق سراح فيشر أوأن تعتقلني معه في نفس السجن،ولكن أعطنا رقعة شطرنج).أ تحت تأثير الضغوط العالمية، وبعد قبول آيسلندا إعطائه حق اللجوء السياسي، قررت اليابان إطلاق سراح فيشر بشرط وجود جنسية له حيث إنه أعتبر رجل بلا وطن.



حصوله على الجنسية الايسلندية

أثبت الآيسلنديون بأنهم لا زالت تجري في عروقهم دماء الفايكنج ويقررون منح الجنسية الكاملة لروبرت جيمس فيشر. سافر فيشر إلى ايسلندا وأستقبل أستقبال الأبطال من آلاف الايسلنديين. ومن يصدق أن فيشر الذي كان رمز من رموز الولايات المتحدة الأمريكية هو الآن مواطن ايسلندي.



وفاته

وفي يوم الخميس الموافق 17/1/2008 توفي روبرت فيشر عن عمر ناهز ال64 في مستشفىً في ايسلندا بسبب الفشل الكلوي، وذلك بعد صراع مع المرض.

يدعي البعض ان فيشر لم يمت بعد. حيث ان الجثة دفنت بشكل مفاجئ حتى ان قساوسة الكنيسة التي دفن بقربها فيشر لم لم يكونوا على علم حتى جاؤوا في الصباح ليجدوا القبر والدفن قد اكتمل. يقول البعض وهم قلة ان فيشر سيظهر للعلن مجددا بعد انهيار الولايات المتحدة كما ظهر في عام 1992 بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق